22.1.09

الحديث - كُلُّكُمْ رَاعٍ


كُلُّكُمْ رَاعٍ



الحديث‏:‏


حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ

الشرح‏:‏

قوله ‏(‏ألا كلكم راع‏)‏ كذا فيه، و ‏"‏ ألا ‏"‏ بتخفيف اللام حرف افتتاح، والراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما اؤتمن على حفظه فهو مطلوب بالعدل فيه والقيام بمصالحه‏.‏

قوله ‏(‏فالإمام الذي على الناس‏)‏ أي الإمام الأعظم، ووقع في رواية عبيد الله بن عمر الماضية في العتق ‏"‏ فالأمير ‏"‏ بدل الإمام ‏"‏ وكذا في رواية موسى بن عقبة في النكاح، ولم يقل ‏"‏ الذي على الناس‏"‏‏.‏

قوله ‏(‏راع وهو مسئول عن رعيته‏)‏ في رواية سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه الماضية في الجمعة ‏"‏ الإمام راع ومسئول عن رعيته ‏"‏ وكذا في الجميع بحذف ‏"‏ وهو ‏"‏ وهي مقدرة، وثبتت في الاستقراض‏.‏

قوله ‏(‏والرجل راع على أهل بيته‏)‏ في رواية سالم ‏"‏ في أهل بيته‏"‏‏.‏

قوله ‏(‏والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده‏)‏ في رواية عبيد الله بن عمر ‏"‏ على بيت بعلها ‏"‏ وفي رواية سالم ‏"‏ في بيت زوجها ‏"‏ ومثله لموسى لكن قال ‏"‏ علي‏"‏‏.‏

قوله ‏(‏وعبد الرجل راع على مال سيده‏)‏ في رواية سالم ‏"‏ والخادم راع في مال سيده ‏"‏ وفي رواية عبيد الله ‏"‏ والعبد ‏"‏ بدل الخادم، وزاد سالم في روايته ‏"‏ وحسبت أنه قال ‏"‏ وفي رواية الاستقراض ‏"‏ سمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته ‏"‏ قال الخطابي‏:‏ اشتركوا أي الإمام والرجل ومن ذكر في التسمية أي في الوصف بالراعي ومعانيهم مختلفة، فرعاية الإمام الأعظم حياطة الشريعة بإقامة الحدود والعدل في الحكم، ورعاية الرجل أهله سياسته لأمرهم وإيصالهم حقوقهم، ورعاية المرأة تدبير أمر البيت والأولاد والخدم والنصيحة للزوج في كل ذلك، ورعاية الخادم حفظ ما تحت يده والقيام بما يجب عليه من خدمته‏.‏

قال الطيبي في هذا الحديث أن الراعي ليس مطلوبا لذاته وإنما أقيم لحفظ ما استرعاه المالك فينبغي أن لا يتصرف إلا بما أذن الشارع فيه وهو تمثيل ليس في الباب ألطف ولا أجمع ولا أبلغ منه، فإنه أجمل أولا ثم فصل وأتى بحرف التنبيه مكررا، قال والفاء في قوله ‏"‏ ألا فكلكم ‏"‏ جواب شرط محذوف،

وقال غيره دخل في هذا العموم المنفرد الذي لا زوج له ولا خادم ولا ولد فإنه يصدق عليه أنه راع على جوارحه حتى يعمل المأمورات ويجتنب المنهيات فعلا ونطقا واعتقادا فجوارحه وقواه وحواسه رعيته، ولا يلزم من الاتصاف بكونه راعيا أن لا يكون مرعيا باعتبار آخر‏.‏

وجاء في حديث أنس مثل حديث ابن عمر فزاد في آخره ‏"‏ فأعدوا للمسألة جوابا، قالوا‏:‏ وما جوابها‏؟‏ قال‏:‏ أعمال البر ‏"‏ أخرجه ابن عدي والطبراني في ‏"‏ الأوسط ‏"‏ وسنده حسن، وله من حديث أبي هريرة ‏"‏ ما من راع إلا يسأل يوم القيامة أقام أمر الله أم أضاعه ‏"‏ ولابن عدي بسند صحيح عن أنس ‏"‏ إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أو ضيعه ‏"‏




فتح الباري شرح صحيح البخاري

كِتَاب الْأَحْكَامِ